الصعيد الذي لا يعرف محمد !
كارثه اسلاميه في الصعيد .. هو اسم فيديو متداول حالياً على الانترنت .. فيه تظهر قريه صعيديه لا يستطيع أهلها قراءة الفاتحه ، ولا يعرفون اسم الرسول ، فأحدهم يقول ( عمر وأحمد تقريباً) وأخرى تقول ( موسى ) والباقي لا يعرف ( ما نعرفش يابوي احنا عايشين هنا زي البهايم ) !
أمنية حياتهم (حنفية مياه في البيت ) ويأكل بعضهم طعاماً تمرح فيه اليرقات ! ولا يمتلك آخر سقفاً لبيته !
هذا هو نتاج أكثر من ألفي عام من تجاهل الصعيد ، تحديداً منذ نهاية العصر الفرعوني وسقوط مصر في أيدي محتلين صنعوا عواصمهم في الشمال لملاقاة أوروبا وآسيا بسرعه وسهوله وفيهما خطر الامبراطوريات المتنافسه ، لم يهتم أحد بالصعيد ولا مشاكله ورحبنا جداً بانعزالهم ، لصعوبة حل مشاكله وكثافة سكانه الكبيره ، وما ان انفتحوا قليلاً في سبعينيات القرن الماضي على الجماعات الاسلاميه حتى تم سحقه واعادته الى العزله مرة أخرى في الثمانينات ، مما يفسر سبب عدم مشاركة الصعيد في ثورة 25 يناير ، وهو الذي كان بامكانه زلزلة النظام كله واسقاطه في ساعات بشرطته بجيشه بمشيره بعنانه بسلاطاته !
الجماعات الاسلاميه حالياً مشغوله جداً بالصراع المحتدم على السلطه ، والاخوان في طريقهم لترك المجال الدعوي والانشغال بالمجال السياسي تماماً ، خاصةً بعد خطة الشاطر التي تقضي بدمج الجماعه شيئاً فشيئاً بالحزب ، لذا فمن الصعب القاء المسئوليه الدعويه عليهم ، بل عليهم الاهتمام بالمسئوليه السياسيه للصعيد بتعميره وادخاله للحضاره والصناعه ، لكن هذا على المدى البعيد .
ماذا عن المنظور الحالي السريع ، وهو المنظور الدعوي في الاساس ، لقد سمعنا كثيراً من طلبة علم سلفيين عن شوقهم للجهاد أو احتلال منبر الدعوه ، فلماذا لا يخرج الشيوخ أو يبعثوا طلابهم الى تلك المناطق النائيه في مصر لبعث الدعوه ، حتى ان كانت ظروف الحياه صعبه فلماذا لا يعتبر الدعاه أن هذا جهاد في سبيل الله ( وهو كذلك ) فيجمع بين الدعوه والجهاد ؟!
لقد اكتظت الاسكندريه والقاهره ووجه بحري بالمساجد والدعاه ، والحرب المعروفه بين السلفيين والاخوان على حيازة المساجد أشهر من أن ينفيها أحد ، فلماذا لا يخرج هؤلاء خارج حدود المدن الكبرى ، لا لن نقذفكم الى الصومال وأفغانستان ، بل ستذهبون الى الصعيد ، الى قرى لا يعلم أحدهم فيها اسم الرسول ، فهل مهمه كتلك تحتاج الى كبار الشيوخ والدعاه ، أم أن طالب علم واحد يكفي لبعث الحياه في عشرات القرى ؟
ان الصعيد اذا استمر تجاهله بهذه الصوره ، فسيكون الاقليم الوحيد الذي يصبح له الحق كل الحق ان طالب بالانفصال عن مصر لبناء نفسه دعوياً واقتصادياً ! من الذي سيلومه وقتها ، فلا توجد حجج الآن لتجاهل نشر الدعوه الاسلاميه في الصعيد سوى أن هناك نظرة تجاهل له لا حل لها الا بالشغب أو الانفصال ، فعلام الانتظار ؟