هدنة للبناء وترتيب الأولويات
١٥/ ٢/ ٢٠١١لا يجهض الثورات إلا غياب الهدف النهائى، أو عدم اكتمال الرؤية، وشلل الإرادة الجماعية، أو حتى الخلل فى ترتيب الأولويات وخطف نجاح الثورة لصالح أهداف خاصة، ومطالب فئوية، حتى وإن كانت مشروعة، إلا أنه لا ينبغى التركيز عليها فى وقت نحاول فيه استعادة الدولة وبناءها من جديد على أسس متينة ترسخ العدالة الكافية لحل معظم تلك المشكلات التى تراكمت عبر سنوات، ويخطئ من يعتقد أنه يمكن حلها بقرار أو فى غضون أيام.
قامت ثورة ٢٥ يناير من أجل أهداف جماعية كبرى، التف حولها الشعب، واحتضنها جيشه، وبات التجديف الجماعى من أجل بلوغ تلك الطموحات والأهداف واجباً وطنياً لا أعظم منه، حتى تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان فى هذه الظروف الدقيقة والحرجة التى نمر بها جميعاً.
لابد أن ندرك جميعاً أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رغم كل النوايا الطيبة، لا يملك عصا سحرية، فلا يجب أن يرتفع سقف التوقعات إلى مشاكل لا تستطيع أى سلطة مهما كانت قدراتها أن تجد حلولاً ناجزة وعادلة لها فى أيام قليلة، فلن يتمكن المجلس فى ٦ أشهر من خلق وظائف جديدة بالشكل الذى يقضى على البطالة، أو حل أزمتى الأجور والأسعار، فتلك مهمة الحكومة المدنية المنتخبة التى ستتولى الأمور عقب الفترة الانتقالية.
لنساعد إذن القوات المسلحة فى مهمتها، ولنعتبر الـ٦ أشهر المقبلة هدنة مؤقتة أو استراحة محارب، فالمكسب الجماعى كبير جداً وستتساقط ثماره على الجميع، ولا تحتاج لحظة الحصاد، إلا قدراً بسيطاً من الصبر، وقدراً كبيراً من الثقة فى إدارة المؤسسة العسكرية للمرحلة الانتقالية، وتفويض مؤسسة القضاء فى مواصلة مكافحة الفساد، وإعلان نتائج تحقيقاتها فى هذا الشأن.
نحترم حقوق العمال والموظفين فى أرجاء البلاد، وكانت «المصرى اليوم» معهم طوال عمرها منذ صدرت فى لحظة فارقة من عمر التغيير فى هذا الوطن، لكننا ونحن حين نناشدكم مساعدة الجيش فى مهمته، إنما نطلب منكم مساعدة الوطن كله، وأنتم جزء لا يتجزأ منه.
لنستثمر الوقت فى البناء والجهد.. ولنلتزم بالأمانة المهنية والأخلاقية لحماية مصر، مدركين أننا صرنا نسير فى الاتجاه الصحيح، وسنواصل المسير بعزمنا الجماعى، والتفافنا حول الهدف الأسمى، والأولويات العظمى التى ستجلب لنا جميعاً وطناً جديداً.
المصري اليوم
مطالب الامة وليس مطالب شخصية
ربنا يحفظك يا امى يا مصر