انا والمغرب والنهاية الحزينة

اعزائي اعضاء المنتدى الاكارم .. تحية طيبة وبعد :

كما حدثتكم في اطلالتي السابقة عن قصة حب مؤثرة حزينة وارتباط احداثها
بمباراة كرة قدم !! وكتبت لها عنوان ( تخاذل البرازيليين افسد
سحر المغاربة ) اليكم القصة بالاختصار قدر الامكان حتى لا تكون مملة :
انا شاب ابلغ من العمر 32 عاما .. اعزب .. عشت
قصة حب مؤلمة مع احدى قريباتي اللتي تعمل معلمة وعلى قدر كبير جدا من
الجمال .. عملت معها مشروع زواج باء بالفشل في اللحظات الاخيرة اثر علي
كثيرا .. كثيرا .. لكن كيف حدث ذلك !؟

اليكم الحكاية :

احببت
ابنة خالتي منذ الصغر حبا جنونيا وكبر معي هذا الحب ونمى ووصل الى اعلى ما
وصل اليه .. فأحببتها صغيرا .. وتعلقت بها شابا .. وجننت بها كبيرا !!
مشكلتي الاساسية معها تكمن في اشتباه وجود رضاعة محرمة بيننا .. وظل هذا
الامر حائرا جدا ومثار شك ومرضا مزمنا لازمني .. وأثر علي كثيرا .. كثيرا
.. كانت تمثل الماضي والحاضر والمستقبل وكل شيء .. مضت الايام ومرت الشهور
وانقضت السنين .. وهذه المشكلة كانت تمثل عبئا ثقيلا علي .. ولما تقدم بنا
العمر وحانت ساعة الجد .. تقدمت لها بناءا على رغبتها ( حين صارحتني
برغبتها بالزواج مني ) بعد مكالمة هاتفية .. ولكنها كانت متخوفة من موضوع
الرضاعة .. تقدمت وتقدم معي ضابط في نفس الوقت ( واعترف ان المعركة ليست
متكافئة بيننا ) اذ كنت حينها بدون عمل وأمكاناتي المادية متواضعة ..
ولكن ما كان يعزز موقفي هو تأكيدها لي رفضها القاطع للضابط ولكنها تريد
الحل مني بأن اتحرك بسرعة قبل فوات الاوان !! لأن ابيها مصر عليه .. تقدمت
لها فرفضت من قبل اهلها .. بحجة اني غير موظف ووجود اشتباه بموضوع الرضاعة
.. صدمت وذهلت ولكنني لم اييأس .. بل حاولت المستحيل لأن اظفر بها دون سواي
ورسمت خطي باتجاهين هامين جدا .. الاول : ان احصل على عمل بأي ثمن !؟
الثاني : بأن احصل على ما يثبت بأنه ليست هناك رضاعة محرمة بيننا .. وقد
عزز هذان المساران بعدما سمعت اخبارا طيبة عن طريق اختها بأن الضابط رفض
منها ..

وفي احد الايام ذهبت الى احد الدوائر الحكومية بغرض
البحث عن عمل ، وكانت فرصة لأن اسأل داعية وشيخ معروف في تلك الدائرة ، كان
احد تلاميذ الشيخ ابن باز رحمه الله .. فقلت له ان الموضوع فيه شبهه ..
وأن والدتي ارضعتها منذ حوالي 25 سنة ولا تعلم كم عدد الرضعات .. ولكن كل
ماهي متاكدة منه انها ارضعتها شيئا يسيرا ماقل من الحليب الا ان سكتت ..
فكان رد الشيخ سارا جدا ومفرحا فقال لي : خذها وتوكل على الله في ذمتي يحق
لك تتزوجها .. لأنه يقاس عليها فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأنه يحرم
خمس رضعات معلومات .. والرضعة كالوجبة .. اي ما يمتص الطفل ويترك ويمتص
ويترك كل هذا يعتبر رضعة واحدة .. مبروك الف مبروك .. طرت وسعدت من الفرحة
.. احسست انني مولود من جديد .. ولكن آآآه وآآآآه وستين الف مليون
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه اذ جائتني الاخبار عندما وصلت
لأبشر امي بأنه على الطرف الآخر قد حسم الامر وقد تم تزويج قريبتي هذا
الضابط .. كيف حدث هذا !؟ كيف .. كيف !؟؟؟ .. ذهلت .. انهرت .. بكيت ..
صعقت .. لم اتحمل سماع الخبر تتزوج من هذا البعيد وتتركني وأنا ابن
خالتها القريب لماذا .. لماذا .. لماذا ..

( هذا الامر حدث منذ سبع سنوات ولم اتزوج بعد )
نعود الى المقارنة بمباراة كرة القدم والى العنوان اعلاه (
انا والمغرب والنهاية الحزينة ) والعنوان السابق في اطلالتي الماضية (
تخاذل البرازيليين افسد سحر المغاربة ) لقد كانت المغرب بحاجة الى فوز
صريح في مباراتها الاخيرة ضد اسكتلندا بكأس العالم 1998 م وقد كانت
تنافسها النرويج على خطف البطاقة والتأهل الى الدور الثاني بمعية البرازيل
اللتي تصدرت المجموعة وضمنت التأهل بست نقاط وكانت المغرب بنقطة واحدة من
تعادل مع النرويج وخسارة من البرازيل وكانت تحتاج الفوز بمباراتها الاخيرة
على اسكتلندا لكي تتأهل الى الدور الثاني ( الا اذا حدثت المعجزة وهزمت
النرويج البرازيل المتأهلة سلفا ) فكانت النرويج بنقطتين فقط من تعادلين مع
المغرب واسكتلندا ، وكان الصراع بين النرويج والمغرب على اشده ، وكانت
المباراتان تلعبان بنفس الوقت .. والنتيجة معلقة حتى آخر لحظة ، وحتى تعادل
النرويج مع البرازيل كان يلعب لصالح المغرب في حال فازت في مباراتها
الاخيرة على اسكتلندا .. وبدأت المباراتان في نفس التوقيت ، وسجل المغاربة
الهدف الاول .. والثاني .. فكانت الفرحة كبيرة .. وتأتي الاخبار من الطرف
الثاني ان البرازيل تقدمت بهدف بيبيتو ( فارتفع الامل وازدادت حظوظ المغرب )
ويأتي المغاربة بالهدف الثالث .. ويعم الفرح ويقترب الحلم .. ولكن في
الدقائق الخمس الاخيرة وقع ما لا يحمد عقباه فسجل اللاعب النرويجي فلو هدف
التعادل في الدقيقة 40 ( حتى الآن الامور ليست سيئة والمغرب تتأهل بهذه
النتيجة ) ولكن يأتي الكابوس المنتظر .. المحطم ..في الدقيقة 44 اذ احتسب
الحكم الامريكي ضربة جزاء وهمية من لا شيء حتى يساعد النرويج بالتأهل مع
البرازيل .. فسقط اللاعب فلو من نفسه بعد كرة علية واحتسب الحكم ضربة
جزاء ظالمة سجل منها ريكدال هدف التأهل للنرويج .. وانتهت المباراة وتأهل
النرويج مع البرازيل .. وخسر المغرب وخرج بعد مباراة بطولية لا تنسى ..
وبعد المباراة هنأ اللاعبون المغاربة انفسهم ضانين انهم حسموا امر التأهل
وأن البرازيل زحزحوا النرويج بفوز او تعادل .. فانطلقوا بفرح وسعادة يهنئون
بعضهم وما هي الا لحظات ويأتيهم الخبر المزعج بأن النرويج هزم البرازيل
وتأهل معه للدور الثاني .. انهار اللاعبون المغاربة وبكوا .. وتمددوا على
الارض يجرون اذيال الخيبة والمرارة والحسرة .. لم يكونوا يتوقعوا ان
يخذلهم البرازيل وتهزمهم النرويج .. بكى بصير .. انهار شيبو .. اغمى على
صابر .. بكى كماتشو بحرقة .. قال المعلق خالد الحربان وهو يعلق على مباراة
المغرب واسكتلندا نحن هنا فائزون وهناك خاسرون .. بكى صالح النعيمة في
استديو الي آر تي ولم يستطع الكلام !! وبكى معه ملايين العرب .. انها
الصدمة الكبيرة التي تجرعها اللاعبون المغاربة الما وحرقة وتجرعتها معهم
انا ، نعم انا ايها الاعضاء الاحباء .. تجرعتها معهم بكل اسف بنفس
التفاصيل ، اليكم المقارنة الحزينة : لقد كان ما
يحول بيني وبين الزواج من قريبتي( موضوع الرضاعة ) ، وأن تجاوزت هذا الامر
لا يوجد ما يمنع ذلك بأذن الله تماما كما كان ما يحتاجه منتخب المغرب
الجريح ( نقاط اسكتلندا الثلاث ) لكي نحقق حلمنا الكبير بالزواج والتأهل
للدور الثاني .. ولكن حدث ما لا يحمد عقباه و( هزمت النرويج البرازيل وحسمت
الامر بتخاذل البرازيل ) وصدمت انا تماما ( اذ ان محبوبتي خذلتني ووافقت
على هذا الضابط فكانت الصدمة كبيرة لكلانا انا والمغرب
( ولم نكن نتصور او نتخيل ان البرازيل ومعشوقتي سيخذلانا
ويتآمران مع النرويج والضابط لأخراجنا وتحطيمنا بهذه الصورة المؤسفة ) ..
علما والله يشهد على ذلك بأن منتخب البرازيل ومحبوبتي يجمع بينهم اللون
الاصفر ( اذ ان حبيبتي صفراء البشرة !! ) وقد يكون من
حسم الامر هو الحكم الظالم ( خالتي ) بأنه هو من حسم الامر وأهدى ضربة
الجزاء الظالمة المحطمة لمنتخب النرويج ( الضابط ) لكي تبعدني عن بنتها
نهائيا وتقصيني من حياتها ابدا .. لتعلن حالة البكاء والحزن والالم
والحسرة عندي حتى كتابة هذه السطور ..
بقي ان اقول لكم انني اعمل وأتقاضى راتبا عاليا وأستطيع
الزواج بأي لحظة ولكني مازلت اعيش واتجرع مرارة هذه المحطة السوداء
المظلمة ولا اعلم كيف اخرج منها وبالنسبة الى قريبتي لم ولن انساها ما
حييت لأنني اكذب على نفسي اذا قلت ذلك كما قال الشاعر :

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما
الحب الا للحبيب الاول
كم من منزل يعشقه الفتى وحنينه
دائما لأول منزل !!
ارجوا سماع تعليقاتكم ايها الاخوة الاكارم .. اخوكم المحطم عاشق
المغرب الابدي