فارس بلا جواد
المدير العام
عدد المساهمات : 1857 نقاط : 4403 العمر : 37
| موضوع: حكايا المرايا ( بقلمي ) الثلاثاء يوليو 05, 2011 2:35 am | |
| ن مرآة أخيك يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( المسلم مرآة المسلم ) و عندما قرأت هذا الحديث الشريف و بحثت في تفسيره و ما قيل حوله فهمت المعنى الرائع و السامي لهذا الحديث الشريف العظيم إخوتي الأفاضل : لهذا الحديث عدة وجوه و معاني و كي أوضح لكم أكثر دعونا نتكلم قليلاً عن عالم المرايا فالمرآة هي انعكاس لصورتك أمام عينيك و المؤكد أنها تظهر كل تفاصيلك الخارجية بدقة فهي تظهر محاسنك و مساوئك بنفس الوقت و لا يمكن أن تعكس المرآة محاسنك فقط أو مساوئك فقط و من هذا المعنى تبنى العلاقة السليمة بين المسلم و أخيه المسلم أو حتى غير المسلم إن كان صالحا و مخلصا و صديقا و بالتالي يمكننا أن نسحب الفكرة على العلاقة بين الأصدقاء أيضا أولا عندما ينظر المسلم إلى أخيه المسلم يتخذ من أخلاقه دليلاً و يتعامل معه على حسب ما يراه منه فإن كان مخلصاً أخلص له و إن كان محباً أحبه و العكس صحيح لكن عندما يخطئ أحد الصديقين فالآخر سيرى الخطأ و هو عندها مطالب بتنبيه أخيه و نصحه بأسلوب مناسب و ليس من الصواب أن يرى الخطأ و يسكت فسر خيرية أمتنا هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر طبعا بأساليب مناسبة و متدرجة و متوازنة و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما فاستغرب الصحابة من هذا و قالوا : ننصر أخانا مظلوماً لكن كيف ننصره ظالما ؟ فقال : بأن تردوه عن ظلمه
و هذه أول فوائد المرآة و هي أنها تكشف الخطأ مباشرة فعندما تنظر إلى صورة وجهك في المرآة ستكشف كل خطأ ممكن كبقعة ما أو شعرة أو لطخة في وجهك و هكذا يجب أن يكون المسلم مرآة يرى فيها أخوه معايبه و يصححها لكن من صفات المرآة أنها تعكس لك صورة صامتة و لهذا فيجب عليك أن تنصح أخاك بينك و بينه و دون أن تفضحه أو تحرجه و للأسف لا نجد الكثيرين يتقيدون بتلك المسألة فنجد أنهم ينصحون جهرا مباشرة و بطريقة فاضحة و محرجة و على الملأ و هذا ليس من صفات المسلم أبدا فمن فضح مسلما فضحه الله إذا فلتكن نصيحتك محترمة و هادئة بحيث لا تجرح و لا تحرج أخاك و لا تفضحه و استره كي يسترك الله و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة و من صفات المرايا أيضاً أنها تظهر المحاسن و المعايب لكن الناس يركزون أكثر على المعايب و هذا ليس أمراً سليما بين الأصدقاء فمعظم الناس يبحثون عن معايب غيرهم و يتجاهلون محاسنهم فعندما يخلص لك صديقك و يمنحك كل محبته و يقدم لك خدمات كثيرة و ترى منه الكثير من الصفات الحسنة و لكن عندما يخطئ مرة واحدة تنسى كل حسناته و لا تتذكر إلا إساءته و هذه لقطة اجتماعية في غاية الخطورة فلماذا يسعى الناس لنشر معايب غيرهم و لا ينشرون محاسنهم لقد استعاذ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم من جارسوء إذا رأى من جاره خيراً أخفاه و إن رأى منه شراً أو عيباً أذاع به و ليتنا نخبر الناس بمحاسن أصدقائنا بجل أن ننشر معايبهم و عندها ستسود المحبة بين أبناء المجتمع و الأمة و لو انتظرنا كل إنسان على غلطة فلن نجد لنا صديقاً واحدا فكلنا بشر و لا أحد فينا كامل بلا أخطاء و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته و من صفات المرايا أيضا أنها لا تعكس صورة للنفس و النوايا بل تظهر صورة للخارج فقط و لهذا فلا تحاول أن تبحث عن مكنون النفوس و النوايا و تعامل مع صديقك بما تراه منه و بطريقة تعامله معك و لا علاقة لك بنواياه و أسراره الداخلية و لا تقحم نفسك بخصوصياته و لا تسأله عن ما يفكر به فلا يعلم ما في النفوس إلا الله و هكذا توضح كاملا معنى الحديث الرائع ( المسلم مرآة المسلم ) و دعونا نجعله أساس التعامل بيننا كمسلمين أو حتى كأصدقاء و لننصح أخانا بحكمة و لنركز على محاسنه بدلا من البحث عن عيوبه و لنبتعد عن التفكير في مكنوناته و نواياه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: حكايا المرايا ( بقلمي ) الجمعة يوليو 08, 2011 4:41 pm | |
| |
|
فارس بلا جواد
المدير العام
عدد المساهمات : 1857 نقاط : 4403 العمر : 37
| موضوع: رد: حكايا المرايا ( بقلمي ) السبت يوليو 09, 2011 2:37 am | |
| تشرفت بمرورك نور الذى اسعدنى
ويارب دايما منورانى على طول بوجودك
وتقبلى مرورى واحترامى | |
|