هكذا هي حكايتي سيدي انا الجمال الحزين
سيدي ومولاي
إيها الملكُ السعيد
ذو الرأي الرشيد
من عامٍ او يزيد
يحكى أنَّ في قديم الزمان
فتاةٌ مطوقةٌ بالأحزان
فتاةٌ ترتقى عن البشر
سأُحدثك عنها فـبِها سرُ السهر
ولا تقل لي هي مغرورة وبها شيء من الكِبر
ولا تقل لي فوضويه وبها عرقٌ من غجر
بل هي السِحْرٌ والسهر
وكالبدر إذا ما إكتمل
فاتنةٌ كطلة القمر
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
هي
الجمال إذا ما إنهمر
ونسمه قادمةٌ من البحر
رقيقة كأنفاس الفجر
همسة بقصيدة شعر
صافية كصفاء النهر
تنجلي الظلمات بـــنورها
تختال بخطى تهتز القلوب لـها
طيفها كالخيال يمر بــعبورها
حديقة غنّاء تنثر الشذى بعبيرها
هي غابات من زهر الياسمين
تتماهي بدلالٍ رغم مرور السنين
ترتبك الحروف بوصف جمالها
وتختل اللغة بسرد محاسنها
وتتلعثم الكلمات بمدح خصالها
سيفاجأك غرورها ذاكَ
فلا آحد يدرك الحقيقة سوآكَ
فأنت من شاهدها بالحسن ملاكَ
ولم يتذوق خمرهـــا إلآكَ
وبكل ما بها سعى لِـرضاكَ
ولم تحيا يوماً بالجنة ألآ معآكَ
بدهشة العشق سكنت وإيــآكَ
هي اجمل حكايات شهرزاد
حكايةٌ لا تُملُ ومنها يُستزاد
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
والحكاية تبدأ بغرامها
حكاية عشقٍ غيرت آحوالها
بدايتها كانت من همسٍ مبثوث
من دفء قلبها روحها مبعوث
حآكت لك أجمل كلمات الغزل
تفننت بالضاد لترسم الحب بالجُمل
من نبع الغرام
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
أغرَقَتكَ بِطهر روحها
والأشواق تعصفُ في آرجائِها
وكانت عنوانٌ لوفاءٍ لم يشفع لها
هي من آسرجت قناديل قلبك
وبها إكتملت المسّرات بعمرك
رآوغتك بأشواقٍ توسدت حلُمك
أحبتك بشراهة العشق
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
ومعك كان فيض الخفق
مَضيتَ لها بلا وعيٍ
وكأنها شطأن الآلىء والمرجان
تناغيها بقصائد شعرٍ بكل الآلوآن
لتجدها حورية ليس لها مثيل
الغرام من بين ضلوعها يسيل
ولحبها خريرٌ وصوتٌ وصهيل
إحتوتك بخافقٍ قررَ أنَّ عنكَ لا بديل
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
بربك يا شهريار !
كيف يرآودك قلبك على هجرها
وهي التي كالندى بوصالها
وللحب فيك وجدت ملاعبها
أتنكر يا مولاي ؟
أنها فرحة عمرٌ نلتها
وعشت بها وبل آدمنتها
أتنكر أنها كانت لك
طيف من الخيال يحفهُ الجمال
ورغم صعوبه الوصال
واللقاء كان شيء محال
ألا انها كانت لك جنه الخلد
المملوءة بريحان الورد..
ومواثيق العهد...ولذة السهد
وأنهار الوجد..وآرائك ود...
هي التي أعرضت
عن عُشاق طرقوا ابوابها
وحصنت القلاع ولم تستلم
الا لحب مارس الشغف معها
كانت دوماً منتصرة بمعاركها
ألا معك أعلنت إستسلامها
هكذا
حكايتي سيدي الجمال الحزين
تقمصتّكّ بحلمٍ تَهدَّج بها
أثملتك بسُكرٍ ترنحتَ معها
همست لك بالعشق يا مولاي
ونبتت بك زهرة ملونه بالغرام
ونزحت لقلبك تبحث عن مقام
بهِ دفءٌ وبها لذة الحب والهيام
وبعد كل هذا يا مولاي
هجرها ورحل عنها شهريار
وترك لها وجعٌ يصلبها على الجدار
يحرسهُ ماردٌ من آلمٍ جبّار
هكذا
هي حكايتي سيدي انا الجمال الحزين وها هو الديك صاح معلناً قدومُ الصباح
لتنهي الحكاية بميلادٍ بأرض جدباء
بها قسوة البرد وجفاف الشتاء